للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لكنَّه من توابعها معنًى، وذلكَ أنَّكَ إذا نظرتَ إلى صورة وضعِ الحروف وجدتَ الألِفَ مقدَّماً على الباء متبوعاً له، وإذا تلفَّظْتَ بالباء وجدتَ الألِفَ تابعاً لها.

والاسمُ من السُّمُوِّ لأنها رِفعة للمُسمَّى وشِعارٌ له، صِلةٌ (١) لدفعِ توهُّم اختصاصِ الاستعانةِ بلفظ (الله) فقط، فإنَّ القائل: إذا قال: (بالله أبتدِئ (٢)) فمعناه: بهذا الاسمِ، وإذا قال: (بسم اللهِ أبتدئ (٣) معناه: باسمه تعالى ابتِدائي، فإنَّ المقصود به حينئذٍ المُسمَّى.

(الله): اسمُ عَلمٍ خاصٌّ له تعالى عند الخليلِ ومَن تَبِعه، وعلاقةُ الاشتقاقِ بينهُ وبينَ غيره إنَّما يُنافي عَلَميَّتهُ إذا ثبتَ أصالةُ ذلك الغير، وذلكَ لم يَثبتْ بعدُ (٤).

وقيل: وصفٌ لكنَّه غلَب (٥) عليه تعالى بحيثُ لا يُستعمَلُ في غيرِه، وصار كالعَلَم لا عَلَماً؛ لأنَّ ذاتَه تعالى من حيثُ هو بلا اعتبارِ أمرٍ حقيقيٍّ أو غيرِه غيرُ معقولٍ (٦) من البشَر (٧)، فلا يمكنُ أنْ يُدلَّ عليه بلفظهِ.

وَيرِدُ عليه: أنَّ المعتبَرَ في اسمِ الذَّاتِ تجريدُ الموضوعِ له عن معنًى زائدٍ على الذات، لا تجريدُ الذات عنه عند الوضعِ، فملاحظتُه بوصفٍ مخصوصٍ لا ينافي


(١) في "د": (وحله).
(٢) في "د" و"م": (ابتداء)، وفي "ك": (ابتدائي).
(٣) في "ك": (ابتدائي).
(٤) في هامش "م": (استدل هاهنا على العلمية بأنه لا يوصف به، وجوز التوصيف به في سورة سبأ عليه). ونحوه في هامش "ف" مع بعض التغيير، ولعله من التحريف في العبارة.
(٥) في "ف": (غالب).
(٦) في "ح " و"ف": (غير منقول).
(٧) قوله: "من البشر" من "م".