للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ﴾ الأوثانُ ﴿شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ تشفَعُ لنا في الآخرةِ، وعن النضر بنِ الحارث: إذا كان يومُ القيامةِ شفعَت لي اللاتُ والعزَّى.

ومَن زادَ على هذا قولَه: إنْ نكن نُبعَثُ، وكأنهُم كانوا شاكِّين فيهِ - فقد أتى بشيءٍ عُجاب، كما لا يخفى على ذوي الألباب (١).

﴿قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ﴾: أتخبرونَهُ (٢) ﴿بِمَا لَا يَعْلَمُ﴾؛ أي: بما لا وجودَ له أصلًا، وهو أن لَهُ شريكًا.

إنباؤهم للهِ تعالى تهكُّمٌ بهم وتقريعٌ لهم بإخبارِهم علَّامَ الغيوبِ بما ادَّعَوه من المحالِ الذي هو وجودُ الشركاءِ، وشفاعتُهم عند الله تعالى، وإعلامٌ ببطلانِه واستحالتِه بأنَّ ما لا يتعلَّقُ علمه بهِ لم يكُن شيئًا أصلًا؛ لأن علمَهُ تعالى محيطٌ بجميع الأشياءِ (٣)، ولا حاجةَ في تمشيةِ هذا الكلامِ إلى تفسيرِ الشيء بما يُعلَمُ ويخبر عنه.

﴿فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ﴾: حالٌ من العائدِ المحذوفِ مؤكِّدةٌ للنفيِ، لا لأن ما لم يوجد فيهِما فهو منتفٍ لعدمِ صحَّتهِ، بل لِمَا جرى بهِ العُرفُ من أنه يقالُ عندَ تأكيد النفيِ: ليس هذا (٤) في السماءِ ولا في الأرضِ؛ لاعتقادِ العامَّةِ أن كلَّ ما يوجد فهو إما في السماءِ وإما في الأرضِ؛ فلا حاجةَ إلى التزامِ أن يكون الكلامُ إلزاميًا، ودعوى أن الأمرَ كذلك في اعتقاد (٥) دعوى المخاطَبين.


(١) في هامش (ف) و (م): "رد لصاحب "الكشاف"، ويفهم منه عدم تمام ما في تفسير القاضي من التنبيه. منه".
(٢) في (ك): "تخبرونه".
(٣) "بجميع الأشياء" من (م).
(٤) "هذا" سقط من (ك).
(٥) "اعتقاد" ليس في (ك).