للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المضافِ، وقرئ بالياء على الأصل (١)، يُقالُ: غَنِيَ بالمكانِ غَنًى - مثل: عَمِيَ عَمًى - وتغنَّى: إذا أقامَ.

وقرئ: (لم تَتَغنَّ) (٢).

﴿بِالْأَمْسِ﴾: فيما قُبيلَهُ (٣)، مَثَلٌ في الوقت القريب الماضي، كأنه قيلَ: كأنْ لم تَغْنَ آنفًا" لمَّا قَرَّرَ أن البغي متاعُ الحياِة الدنيا عقَّبه بتمثيلِ الحياة الدنيا في سرعةِ تقضِّيها وانقراضِ نعيمها مع بهجته وزينتِهِ، بحالِ نبات الأرض النابتِ بماء المطرِ في سرعةِ جفافِهِ وذهابِهِ حطامًا بعد اخضرارِهِ وغضاضَتِهِ قبلَ انتفاعِ الناسِ بهِ، لتنفيرِ العقلاء عنهُ.

والممثَّلُ بهِ مضمون الحكايةِ لا الماء (٤) وإن وليَه حرفُ التشبيهِ؛ لأنَّه من التشبيه المركَّبِ، وقولُه تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ﴾ مبالغةٌ في تزيينِ الأرض وبهجَتِها في أثناءِ التمثيلِ بتشبِيهها في جعلِها اَخذةً زخرُفها بالعروسِ إذا أخذت الثيابَ الفاخرةَ من كل لونٍ فاكتسَتْها وتزيَّنَتْ بأنواعِ الزينة والحليِّ على طريق الاستعارةِ بالكنايةِ.


(١) نسبت للحسن البصري، انظر: "الكشاف" (٢/ ٢٣١).
(٢) في (ف): "تغن"، وفي (م): "يغن"، وكلاهما تكرار لا لزوم له، ووقعت في (ك) بالرسم نفسه لكن دون تنقيط، والصواب المثبت، وهي قراءة نسبت لمروان بن الحكم. انظر: "المحتسب" (١/ ٣١٢)، و"الكشاف" (٢/ ٣٤١)، و"المحرر الوجيز" (٣/ ١١٥)، و"البحر" (١٢/ ٦٢).
(٣) بالتصغير، وفي نسخة من "تفسير البيضاوي": (قبله) بالتكبير، أي: فيما قبل - أو: قبيل - أمرنا. انظر: "حاشية الشهاب على البيضاوي" (٥/ ٢١).
(٤) في النسخ: "مضمون الحكاية للماء" وهو خطأ. والمثبت من "تفسير البيضاوي" (٣/ ١١٠).