للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٧١) - ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ﴾.

﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ﴾: خبرَهُ مع قومِه.

﴿إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ﴾: شقَّ وثقُلَ، ومنهُ قولُه تعالى: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة: ٤٥].

﴿مَقَامِي﴾: مكاني؛ أي: كوني ووجودِي، ومنهُ: فعلتُ كذا لمكان (١) فلانٍ.

أو: إقامتي ومُكثي بين أظهُركم مدةً طويلةً.

أو: قيامِي على الدعوةِ، لا على (٢) التذكيرِ؛ لأن قولَه: ﴿وَتَذْكِيرِي﴾ يُغني عنهُ، والتأسيسُ خيرٌ من التأكيدِ.

﴿بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ﴾، أي: خصَصتُ الله تعالى بالتوكُّلِ عليهِ والوثوقِ به، فإنه جوابُ الشرطِ، أي: فلا أبالي.

وقيلَ (٣): جوابُ الشرطِ ﴿فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ﴾ وما تقدَّمَ اعتراضٌ بين الشرطِ وجوابِه، كما تقولُ: إن كنتَ أنكرتَ عليَّ شيئًا فإنَّ الله حسبي فاعمَل ما تريدُ.

و (أَجْمِعوا) قرئ بالوصل من الجمع (٤)، وبالقطع من الإجماع (٥)، وهو العزم،


(١) في (ف) و (ك): "بمكان"، والمثبت من (م)، وهو الموافق لما في المصادر. "الكشاف" (٢/ ٣٥٩)، و "تفسير البيضاوي" (٣/ ١١٩)، و"البحر" (١٢/ ٤٢).
(٢) "على الدعوة لا على" من (م).
(٣) في (ك): "وقيل هذا"، بزيادة "هذا" وهو خطأ كما سيتضح من الكلام الآتي.
(٤) هي قراءة رويس عن يعقوب. انظر: "النشر" (٢/ ٢٨٥).
(٥) هي قراءة العشرة عدا رويس. انظر المصدر السابق.