للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أو: لا يكُن أمرُكم - أي: ما تكونونَ فيه من شدَّةِ الحالِ والكراهةِ (١)، وثقلِ مُقامي فيكُم ومشقَّتِه عليكُم - غمًّا وكربًا عليكم.

الغمُّ والغُمَّةُ كالكَربِ والكُربةِ معنًى وصِيغةً، أي: لا تتوقَّفوا في إهلاكي وتدبِيره لئلا يكون عيشُكم بسببِ مصاحبَتي وحالكُم معي غُمةً عليكُم.

﴿ثُمَّ اقْضُوا﴾: أدُّوا ﴿إلَىَّ﴾ ذلك الأمرَ الذي تريدون بي؛ يعني: أدُّوا قطعَه وتصحيحَهُ إليَّ، كقوله: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْر﴾ [الحجر: ٦٦]، أو: أدوا إليَّ ما هو حقٌّ عليكم من وجوبِ إهلاكي، كما يقضي الرجلُ غريمَه.

وقرئ: (ثم أفضوا) بالفاء (٢)؛ أي: ثم انتهُوا إلي بشرِّكم.

وقيل: هو مِن أفضَى الرجلُ: إذا خرجَ إلى الفضاءِ؛ أي: اصحَروا بهِ إليَّ وابرُزوا بهِ لي.

﴿وَلَا تُنْظِرُونِ﴾: ولا تمهِلون.

(٧٢) - ﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾.

﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ﴾؛ أي: أعرضتُم عن تذكِيري ﴿فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ﴾ يوجبُ إعراضَكم عني لثقَلِه عليكم، واتهامكُم إياي لأجلِه من طمعٍ في أموالكم.

﴿إِنْ أَجْرِيَ﴾ في نصيحتِكم ووعظكم ﴿إِلَّا عَلَى اللَّهِ﴾ هو الذي يثيبُني عليه؛ أي: ما نصحتُكم إلا لوجه الله تعالى، لا لغرض من أغراضِ الدُّنيا.


(١) في (ف) و (م): "أو الكراهة".
(٢) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٥٧).