﴿وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾: من أسبابِ المعيشة المستطابةِ.
﴿فَمَا اخْتَلَفُوا﴾؛ أي: كانوا على ملةٍ واحدةٍ وطريقةٍ مع موسى ﵇ في أول حالِه ﴿حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ﴾ بنزولِ التوراةِ فاختلفُوا، وهذا ذمٌّ لهم من جهةِ أن العلمَ سببُ الاتفاقِ فصارَ عندَهم سببَ الاختلافِ، حتى تشعَّبوا شُعَبًا بعدما قرؤوا التوراةَ.
وفي ترتيبِ ذلك الاختلافِ الذي لا يخلو عن نوعِ كفرانٍ على إنعامِهِ تعالى عليهم المنازلَ البهيَّةَ، والمطاعمَ الشهيَّةَ، والعلمَ بالأحكام، تأكيدٌ للذمِّ لتنزيلِهم الكفرَ منزلة الشكرِ.
وقيلَ: المرادُ من اختلافِهم: الاختلافُ في أمر محمدٍ ﷺ بعدَ (١) ما علمُوا صدقَه بنعوتِهِ وظاهرِ معجزاته.
﴿إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾: فيميزُ المحقَّ من المبطِلِ، ويجزي كلًّا منهم على استحقاقهِ، وينزِّله منزلةَ استيجابِه على حكمِ وعدِه ووعيدِه.