للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نبوتهِ وما أنزلَ اللهُ تعالى إليهِ، لا إثباتُ الشكِّ وإمكانه لرسولِ الله ، ولذلكَ قال : "لا أشكُّ ولا أسألُ، أشهدُ أنه الحقُّ" (١).

وبهذا التقريرِ تبيَّنَ وجه تصديرِ الكلامِ بأداة الترتيبِ على ما قبلَهُ.

وقيلَ: الخطابُ لكلِّ مَن يسمَعُ؛ أي: إن كنتَ في شكِّ أيها السامعُ مما أنزلنا على لسانِ نبيِّنا إليكَ، وفيهِ تنبيهٌ على أن كلَّ من خالطتْهُ (٢) شبهةٌ فعليهِ بمراجعة العلماءِ.

﴿لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾؛ أي: ثبتَ عندك بالبراهين القاطعةِ، والمعجزاتِ الواضحةِ أن الذي جاءك هو الحقُّ الذي لا تدخُلُ الشبهة فيه.

﴿فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (٩٤) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾: فاثبُت على ما أنتَ عليه من الجزمِ (٣) واليقينِ، وانتفاءِ المرية والتكذيب، وقد مرَّ أنهُ من باب التهييجِ والإلهابِ؛ كقولهِ: ﴿فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ﴾ [القصص: ٨٦].

(٩٦) - ﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾.

﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ﴾: ثبتَتْ عليهم ﴿كَلِمَتُ رَبِّكَ﴾ حكمُه (٤) بأنهم يموتون على الكفرِ، ويخلُدون في العذابِ ﴿لَا يُؤْمِنُونَ﴾: إذ لا يُكذَّبُ كلامُه، ولا يُنقَضُ قضاؤه.


(١) رواه الطبري في "التفسير" (١٢/ ٢٨٨) عن قتادة مرسلًا.
(٢) في (ف): "خاطبه". وفي (م): "من خالطه".
(٣) في (ك): "الحزم".
(٤) في (ك) و (م): "حكمه".