﴿أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ﴾؛ أي: ما كانوا معجِزين اللهَ تعالى في الدنيا أن يعاقِبَهم، ومعنى ﴿مُعْجِزِينَ﴾: مُفْلَتين لا يُقدَر عليهِم، وإنما قالَ:
﴿فِي الْأَرْضِ﴾ لأن تصرُّفَ ابن آدمَ وتمتُّعَه إنما هو فيها وهي قُصاراهُ لا يستطيعُ التجاوزَ منها.
﴿وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ أُثبتَ ذكرُ الله هنا، وأُسقط فيما سبق، وكان مقتضى الظاهرِ إثباتُه ثمَّةَ، والاكتفاءُ بالضميرِ هنا، وإنما عدلَ إلى ما وقع احترازًا عن إضافةِ العجزِ إليه تعالى صريحًا.
﴿مِنْ أَوْلِيَاءَ﴾: يمنعونهم من العقابِ، ولكن أخَّرهم إلى هذا اليومِ ليتضاعفَ عذابُهم، فقولُه:
﴿يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ﴾ استئنافٌ في مقام التدارُكِ بالجواب للسؤالِ عن وجهِ تأخيرِ العقابِ، والله أعلم بالصوابِ.
﴿مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ﴾ لفرطِ تصامِّهم كراهةَ استماع الحقِّ؛ كأنهم لا يقدرُون على استماعِهِ.