للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالصحة من غير سماعٍ من أحد ولا قراءةِ كتاب، وإنما جمع لتعدُّد جهة الإعجاز لفظًا ومعنًى.

والمراد بأخوته: بنو عَلَّاته (١) العشرة.

* * *

(٨) - ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.

﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ﴾ بنيامينُ، وتخصيصه بالإضافة بالأخوَّة من الطرفين، وأشاروا بهذه الإضافة إلى أن سبب فضيلته عند أبيهم اختصاصُه بيوسف ، فذكرُهم زيادةَ محبة أبيه له ليس حسدًا منهم عليه بل حسدًا على يوسف ؛ لأنَّه حينئذ يرجع إلى زيادة محبته (٢) له، ولهذا خصُّوا التعرُّض (٣) له.

وفائدة لام الابتداء في (يوسف) تحقيقُ مضمون الجملة وتأكيدُه؛ أي (٤): أن زيادة محبته لهما أمر محقَّق لا شبهة فيه.

﴿أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا﴾ إنما وحَّد ﴿أَحَبُّ﴾ مع كونهما اثنين؛ لأن (أفعلَ من كذا) لا يغيَّر عن صيغة الواحد المذكَّر؛ لأن تمامه بـ (مِن)، ولا يثنَّى الاسم ولا يُجمع ولا يؤنث قبل تمامه، ولا بد في المعرف باللام من المطابقة، وفي المضاف جاز الأمران.


(١) هم الإخوة لأب.
(٢) في (م): "محبة".
(٣) في (ف) و (ك): "ولهذا تعرض".
(٤) في النسخ: "إلى"، والصواب المثبت.