للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مكرَهم بالنسبة إلى مكره كَلَا مكرٍ عند مكره تعالى؛ لأنَّه (١) القادر على إيقاع المراد من المكر بهم دونهم فلا مكر إلا مكرَه تعالى.

﴿يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ﴾ فيُعدُّ (٢) جزاءه لاضمحلال كلِّ مكر عند مكره تعالى؛ لأنَّه إذا علم كلَّ ما كسبوا، وأعدَّ لهم جزاءه، فيأتيهم به بغتةً من حيث لا يعلمون، كأنَّ المكر كلَّ المكر له تعالى.

﴿وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ﴾: وحينئذ يُعلمهم ﴿لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ﴾: لمن حسنُ العاقبة من الفريقين، والسينُ لوجوب وقوع ذلك، وعلمِهم به حالَ وقوعه، واللام في ﴿لِمَنْ﴾ دلت على أن المراد بالعقبى المضافِ إلى الدار: العاقبةُ المحمودة.

وقرئ: (سيَعْلَم الكفرُ) (٣)؛ أي: أهلُه، و: (سيُعْلَم) من أَعْلَمَ: إذا أخبره (٤).

* * *

(٤٣) - ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾.

﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا﴾ قيل: المراد بهم رؤساء اليهود.

﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾ حيث أظهر من الدلائل الواضحة والحجج البيِّنة على رسالتي (٥) ما يُغني عن شاهدٍ يَشهد عليها.


(١) في (ف): "لأن".
(٢) في (ك): (فيعد).
(٣) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٦٧)، و"الكشاف" (٢/ ٥٣٥).
(٤) نسبت لجناح بن حبيش. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٦٨)، و"الكشاف" (٢/ ٥٣٥).
(٥) في (م) و (ك): "رسالته".