﴿وَاصْبِرْ﴾ ولَمَّا كان الصَّبر في هذا المقام شديدًا شاقًّا ذكر بعده ما يفيد سهولته فقال:
﴿وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾: إلا بتو فيقه ومعونته.
ولَمَّا ذكر هذا السَّبب الكلِّي الأصلَ (١) في حصول جميع الطَّاعات، ذكر بعده ما هو السَّبب الجزئي القريب فقال:
﴿وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ﴾ وذلك لأنَّ الإقدام على الانتقام لا يكون إلَّا عند هيجان الغضب، وهو إمَّا لفوات نفعٍ كان حاصلًا في الماضي، وإليه الإشارة بقوله: ﴿وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ﴾: على قتلى أحد؛ أي: ولا تحزن بفوات أولئك الأصدقاء، أو على إعراض الكافرين عنك، وإمَّا لتوقُّع ضررٍ في المستقبل، وإليه الإشارة بقوله: ﴿وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ﴾: في ضيق صَدْرٍ مِنْ مَكرهم.