للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٣) - ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾.

﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ﴾ نصب على الاختصاص، أو النّداء إن قرئ بالتَّاء الفوقانيَّة على النَّهي، أو على أنَّه أحد مفعولَي (لا تتخذوا)، و ﴿مِنْ دُونِي﴾ حال من ﴿وَكِيلًا﴾.

وقرئ بالرَّفع (١) على أنه خبر مبتدأ (٢) محذوف، أو بدلٌ من واو ﴿تَتَّخِذُوا﴾.

وفيه تذكيرٌ بإنعام الله تعالى عليهم في إنجاء آبائهم من الغرق، وإيماءٌ إلى أنَّ ذلك لكونهم أتباعَ نوح .

ثم قال في تعليل تلك الفضيلةِ الجليلةِ الثَّابتةِ له :

﴿إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ وفيه حَثٌّ للذُّرية على الاقتداء به.

* * *

(٤) - ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾.

﴿وَقَضَيْنَا﴾ أصل القضاءِ: الإحكام والإتمام، وإنَّما قال:

﴿إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ لتضمين معنى الإنزال؛ أي: أعلمنا إعلامًا محكَمًا متمَّمًا منزلًا إليهم في التَّوراة. وتفسير القضاء بالوحي يأباه.

﴿فِي الْكِتَابِ﴾ كما لا يخفى على ذوي الألباب.


(١) نسبت لمجاهد. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٧٥). وانظر: "المحرر الوجيز" (٣/ ٤٣٧)، و"البحر المحيط" (١٤/ ١٥).
(٢) "مبتدأ" سقط من (م) و (ك).