للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وإنَّما سُمِّيا سدَّين لسدِّهما فجاج الأرض، وكانت بينهما فجوة يلج (١) فيها يأجوج ومأجوج، وهذا المكان في منقطع أرض التُّرك.

وما قيل: هما جبلا أرمينية وأذربيجان؛ وهمٌ.

وقرئ: ﴿بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾ بالضَّم (٢).

قال الكسائي: هما لغتان، كالمَكْث والمُكْث.

وقال أبو عمرو: السَّدُّ بالفتح: الحاجز بينك وبين الشَّيء، وبالضَّمِّ: الغشاوة في العين (٣).

ولهذا قال مَن قال: ما كان من صنعة بني آدم فهو بالفتح، وما كان من صنعة الله تعالى فهو بالضَّم.

وانتصب ﴿بَيْنَ﴾ على أنه مفعولٌ به؛ لأنَّه من الظروف المتصرفة.

﴿وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا﴾ اختلف في عددهم وصفاتهم، ولم يصحَّ في ذلك شيء.

﴿لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا﴾: لا يفقهونه من إشارة ونحوها إلَّا بجهد ومشقَّة، فإنَّ زيادة (يكاد) قد تكون لإفادة هذا المعنى، كما في ﴿وَلَا يَكَادُ يُبِينُ﴾ [الزخرف: ٥٢]، وذلك لقلَّة فطنتهم، وأما غرابة اللغة فلا يصح علةً لهذا.


= المرتفعان كما قال الشهاب في "الحاشية" (٦/ ١٣٤).
(١) في (م) و (ف): "تلج ".
(٢) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص بفتح السين وباقي السبعة بضمها. انظر: "التيسير" (ص: ١٤٥).
(٣) انظر القولين في "إعراب القرآن" للنحاس (٢/ ٣٠٦).