للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾: (أفظنَّ الذين كفروا)، وقد قرأ كذلك ابن مسعود (١)، معطوف على قوله: ﴿كَانَتْ﴾ ﴿وَكَانُوا﴾ دلالةً على أن الحسبان ناشئ من التَّعامي والتَّصامِّ، وأُدخل عليه همزةُ الإنكار ذمًّا على ذمٍّ، وقطعًا له عن المعطوف عليهما لفظًا لا معنًى؛ للإيذان بالاستقلال المؤكِّد (٢) للذَّم في قوله: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، من وضع الظاهر مقام المضمَر زيادة للذَّم.

﴿أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي﴾: هم (٣) مَنْ عُبِدَ من الملائكة والمسيح وعزيرٍ .

﴿مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ﴾ يعني: أنَّهم لا يكونون أولياء كما حكي عنهم: ﴿سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ﴾ [سبأ: ٤١].

[وقرئ] (٤): (أَفَحَسْبُ الذين كفروا) (٥)؛ أي: أفكافيهم (٦) ومُحْسِبُهم أن يتخذوهم أولياء، على الابتداء والخبر، أو على الفعل والفاعل؛ لأن النَّعت إذا اعتمد الهمزة ساوى الفعلَ في العمل.

﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا﴾ استئناف لبيان خطأ حسبانهم، وفي جعل جهنَّم نزلًا


(١) انظر: "الكشاف" (٢/ ٧٤٩)، و"المحرر الوجيز" (٣/ ٥٤٥)، و"البحر المحيط" (١٤/ ٣٧٣).
(٢) في النسخ: "بالاستقلال المذكور"، والمثبت من "روح المعاني" (١٥/ ٥٨٦)، والكلام من "الكشف" على ما صرح به الآلوسي.
(٣) "هم "من (ك).
(٤) ما بين معكوفتين زيادة لتوضيح الكلام. وانظر: "الكشاف" (٢/ ٧٤٩).
(٥) نسبت لعلي بن أبي طالب وابن عباس . انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٨٠)، و"الكشاف" (٢/ ٧٤٩).
(٦) في (ف) و (م): "أمكافيهم".