للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا﴾ العاقر: التي لا تلد لكِبَر سِنِّها، وفي عبارة (كانت) دلالةٌ على أنها استمرَّت مدَّة على تلك الحالة.

والظاهرُ من تقديم هذا القول أنه أراد الولد منها، وقد مَرَّ وجهه في سورة آل عمران، ويناسب هذا أن يكون المراد من ﴿يَعْقُوبَ﴾ أبا امرأته.

﴿فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا﴾ اختراعًا منك بلا سبب؛ لأني وامرأتي لا نَصلح للولادة ﴿وَلِيًّا﴾ ابنًا يلي أمرك بعدي.

* * *

(٦) - ﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾.

﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ﴾ قرئ: برفعهما، صفة لـ (ولي)، أي: هب لي ولدًا وارثًا منِّي العلمَ ومن آلِ يعقوب النبوَّةَ، ومعنى وراثةِ (١) النبوَّة: أنه يصلح لأَن يُوحى إليه، ولم يُرد أنَّ نفس النبوَّة تُورَث.

وبجزمها (٢) على أنه جوابٌ للدُّعاء.

ورَدَّ أبو عبيدة قراءةَ الجزم، وقال: لأن معناه: إن وهبتَ وَرث، وكيف يُخبر الله تعالى بهذا وهو أعلم به [منه] (٣)؟!.

﴿مِنْ آلِ يَعْقُوبَ﴾ يعقوبُ (٤) بن ماثانَ أخو عمرانَ أبو مريمَ.


(١) في (ف): "وراثته".
(٢) هي قراءة أبي عمرو والكسائي، وقرأ باقي السبعة بالرفع، انظر: "التيسير" (ص ١٤٨).
(٣) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (٢/ ٢)، و"تفسير القرطبي" (١٣/ ٤١٥)، والكلام وما بين معكوفتين منه.
(٤) "يعقوب": ليست في (ك) و (م).