﴿وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ﴾ حنَّةُ ﴿بَغِيًّا﴾ زانيةً؛ تقريرٌ لأن ما جاءت به (١) فريٌّ، وتنبيه على أن الفواحش من أولاد الصالحين أفحشُ.
* * *
(٢٩) - ﴿فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا﴾.
﴿فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ﴾ إلى عيسى ﵇؛ أي: كلِّموه ليجيبكم.
﴿قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ﴾ المعهود ﴿صَبِيًّا﴾ حال، معناه: أنه كان من أهل المهد وإن لم يكن في تلك الحالة في المهد، كما يقال: صبيّ يرتضع، وإن كان لا يرتضع حالةَ الإخبار عنه، ولهذا زيدت لفظة ﴿كَانَ﴾ للتأكيد.
* * *
(٣٠) - ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾.
﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ﴾ لما أُسكِت بأمر الله لسانُها الناطق، أَنطقَ الله لها اللسانَ الساكتَ.
﴿آتَانِيَ الْكِتَابَ﴾ الإنجيل ﴿وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾ عن الحسن: أنه كان في المهد نبيًّا، وكلا مه معجزته (٢).
وقيل: معناه: أن ذلك سَبَق في قضائه، أو جعل الآتي لا محالة كأنه وُجد.
* * *
(٣١) - ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾.
(١) "به" من (ف) وليست في باقي النسخ.
(٢) انظر: "النكت والعيون" (٣/ ٣٧٠)، و"تفسير النسفي" (٣/ ٣٦).