للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٣٤) - ﴿ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾.

﴿ذَلِكَ عِيسَى﴾: الذي تقدَّم نعتُه هو عيسى، لا ما يصفه النصارى أو اليهود، وهو تكذيب للفريقين فيما يصفانه على الوجه الأبلغ والطريق البرهاني، حيث جعله موصوفًا بأضداد ما يصفانه به، ثم عكَس الحكم.

﴿ابْنُ مَرْيَمَ﴾ نعت أو خبر ثانٍ، أي: لا (١) نسبةَ فيه من جهة الأب، ففيه ردّ لليهود في زعمهم (٢) أنه ابنُ يوسفَ النجَّارِ.

﴿قَوْلَ الْحَقِّ﴾ صفةُ ﴿عِيسَى﴾ أو بدلُه، أو خبرٌ آخر، ومعناه: كلمةُ (٣) الله، لا نفسُه ولا ابنُه ولا ثالثُه، ففيه ردٌّ لفِرَق النصارى، وقد سبق وجه كونه كلمة الله في سورة آل عمران.

وقيل: خبرٌ محذوف المبتدأ، أي: هو قولُ الحقِّ الذي لا ريبَ فيه، والإضافة للبيان، والضمير للكلام السابق.

وقرئ بالنصب على المدح (٤)، أو على المصدر، أي: أقولُ قولَ الحقِّ.

وقرئ: (قالُ الحقّ) (٥)، وهو بمعنى القول.

﴿الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾: في أمره يختلفون، من المراء، فقالت اليهود: ساحر كذَّاب، وقالت النصارى ما سيأتي تفصيله. وقرئ بالتاء على الخطاب (٦).


(١) "لا" من (س)، وسقطت من باقي النسخ.
(٢) "زعمهم" ليست في (ف).
(٣) في (ف): "حكمة".
(٤) قراءة عاصم وابن عامر، والرفع قراءة باقي السبعة. انظر: "التيسير" (ص: ١٤٩).
(٥) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٨٤)، ونسبها لابن مسعود.
(٦) انظر: "البحر المحيط" (١٤/ ٤٢٩)، ونسبها لعلي والسلمي.