للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٨٩) - ﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾.

﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾ على الالتفات للمبالغة في الذَّمِّ، والتسجيلِ عليهم بالجرأة على الله، والتعرُّضِ لسخطه، والتنبيه على عِظَمِ ما قالوا.

والأدُّ بالفتح والكسر (١): العَجَب، وقيل: العظيم المنكَر، من الإدَّة وهي الشِّدَّة.

* * *

(٩٠) - ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا﴾.

﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ﴾: تَقْرُب (٢) ﴿يَتَفَطَّرْنَ﴾ وبالنون (٣)، الانفطار من فَطَره: إذا شقَّه، والتفطُّر من فطَّره: إذا شقَّقه مرةً بعد أخرى، فهذا أبلغُ منه من عِظَم هذا القول.

﴿وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ﴾ وتسقط ﴿هَدًّا﴾؛ أي: مهدودة، أو: تهدُّ هدًّا، أو: مفعول له؛ أي (٤): لأنها تهدُّ، والهدُّ: الهدم بشدَّةِ صوتٍ، وهو تقرير لكونه (٥) إدًّا؛ أي: بلغت هذه الكلمةُ من فظاعتها ومن (٦) عِظَمها وهدمها لأركان الدِّين وقواعده مبلغًا لو تصوِّر تأثيرها بصورة محسوسة، لم يَحتمل مثلَه هذه الأجرام العظيمة التي هي قِوام العالَم، وتفتَّت من شدَّتها، أو كادت هذه الأجرام تضمحلُّ وتُخرب العالَم؛ لشدَّة


(١) قرأ الجمهور بالكسر، وقرأ علي والسلمي بالفتح، انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٨٦)، و"المحتسب" (٢/ ٤٥).
(٢) في (ك): "تقرير".
(٣) أي: ﴿ينفطرن﴾ وهي قراءة شعبة وحمزة وابن عامر وأبي عمرو، وقرأ باقي السبعة بالتاء. انظر: "التيسير" (ص ١٥٠).
(٤) "أي": ليست في (م).
(٥) في (ك): "لقوله".
(٦) "من": ليست في (م).