للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولَمَّا كانَ الإيناسُ محقَّقًا أتى بكلمة ﴿إِنِّي﴾ (١)، وحقَّقه لهم ليوطِّنوا أنفسهم عليه، بخلاف الإتيان بقبس ووجدانِ الهدى على النَّار؛ فإنَّ كلًّا منهما مترقَّب متوقَّع، فمَبْنَى الأمر فيهما على الرَّجاء والطَّمع، وجاء بـ (لعل) ولم يقطع لئلَّا يَعِدَ ما لا يَستيقِنُ الوفاءَ به.

﴿لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ﴾ القَبَسُ: النَّارُ المقتبَسَةُ في رأس عودٍ أو فتيلة أو نحوهما (٢).

وقيل: جمرة. ويردُّه قوله تعالى في موضع آخر: ﴿بِشِهَابٍ قَبَسٍ﴾ [النمل: ٧].

﴿أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّار﴾ معنى الاستعلاء على النَّار: أنَّ أهلها مشرفون عليها عند الاصطلاء بها قيامًا وقعودًا، أو مستَعْلون (٣) المكان القريب منها.

﴿هُدًى﴾، أي: هدًى مّا؛ لأنَّه إذا وجد الهاديَ فقد وجد هدًى مّا إلى الطَّريق (٤)، وإنما جاء بـ ﴿أَوْ﴾ لأنَّه بنَى الرَّجاء على أنَّه إن لم يظفر بحاجتيه جميعًا لم يَعدم واحدة منهما (٥).

* * *

(١١) - ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى﴾.

﴿فَلَمَّا أَتَاهَا﴾: أتى النَّار، وجد نارًا بيضاء تتَّقد في شجرة خضراء.


(١) في (م): "أن".
(٢) في (م) و (س): "ونحوهما".
(٣) في (ف) و (س) و (ك): "مستعملون"، والمثبت من (م).
(٤) في (م): "الهدى أي الطريق" بدل "هدًى ما إلى الطَّريق".
(٥) في (ك): "يظفر بحاجته … منها".