للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَاخْلَعْ﴾ الخَلْعُ: نزعُ الملبوس، يُقالُ: خلعَ ثوبَه عن بدنه، ونعلَه عن رجله، وقد يُنزع المسمار عن (١) موضعه ولا يكون خلعًا؛ لأنَّه غيرُ ملبوسٍ.

﴿نَعْلَيْكَ﴾ أُمر بخلعهما تعظيمًا لحضرة القُدْسِ؛ فإنَّ في (٢) الحفوة تواضعًا لله تعالى وتأدُّبًا، ولهذا كان السَّلف يطوفون بالبيت حافين.

والتَّعليل بقوله: ﴿إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ﴾ دالّ على أنَّ ذلك احترام للبقعة، وتعظيم لقدسها.

وتفريع الأمر بخلع النَّعلين على النداء المذكور وإن كان باعتبار أنَّ ما في الخلع من التَّواضع لله تعالى والتَّأدُّب مقتضى النِّداء؛ لكنَّه (٣) لا يخلو عن الإشعار بأنَّ في بركة تلك البقعة مدخلًا لورود ذلك النِّداء العظيم الشَّأن فيها.

وقيل: لنجاستهما؛ فإنهما كانا من جلد حمارٍ ميِّت غير مدبوغ.

وقيل: لينال بركة الوادي المقدَّس وتمسَّ قدماه تربته (٤).

والوادي: سَفحُ الجبل، ويقال للمَجرى العظيم من مجاري الماء: وادٍ.

﴿الْمُقَدَّسِ﴾: المطهَّر.

﴿طُوًى﴾: علَم للوادي، فيكون بدلًا أو عطفَ بيان.

وقرئ منوَّنًا لوحظ فيه معنى المكان، وغيرَ منوَّنٍ لوحظ فيه معنى البقعة (٥).


(١) في (ف): "من".
(٢) في (م): "من".
(٣) في (م): "لكونه".
(٤) في (ف): "تربه".
(٥) قرأ الكوفيون وابن عامر بالتَّنوين، وباقي السبعة بغير تنوين. انظر: "التيسير" (ص: ١٥٠).