للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَقَتَلْتَ نَفْسًا﴾: هي نفس القِبْطيِّ الذي استغاثه عليه السِّبْطيُّ.

﴿فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ﴾ الذي نالَكَ بسبب قتْلِه خوفًا من عقاب الله تعالى واقتصاصِ فرعون، بالمغفرة والأمن منه بالهجرة إلى مَدْيَن.

﴿وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا﴾ مصدر على فُعول في المتعدِّي، كالثُّبور والشُّكور والكُفور، أو جمع فَتْنٍ أو فِتْنَةٍ على ترك الاعتداد بتاء التَّأنيث، كحُجُوز (١) وبُدُور في جمع حُجْزَة وبَدْرَة (٢).

والفتنةُ: المحنةُ، وكلُّ ما يَبتلي اللهُ به عباده من نعمة أو من (٣) نقمة فهو فتنة؛ لقوله تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٥]، وأكثر استعمالها في العُرف فيما يَشُقُّ على الإنسان؛ أي: اختبرناك بضروب من الاختبار.

سأل سعيدُ بن جبيرٍ ابنَ عبَّاس ، فقال: خلَّصناكَ مِن محنةٍ بعدَ محنةٍ، وُلدَ في عامٍ كان يُقتَلُ فيه الولدان، فهذه فتنةٌ يا ابن جبير، وألقته أمُّه في البحر، وهمَّ فرعون بقتله، وقتل قِبطيًّا، وأجَّر نفسَه عشرَ سنين، وضلَّ الطَّريق، وتفرَّقَتْ غنمُه في ليلةٍ مظلمة، وكان يقول عند كلِّ واحدة: فهذه فتنة يا ابن جبير (٤).


(١) في (ك) و (ف): "حجور".
(٢) حجزة الإزار: مَعْقِدُه. والبَدْرَة: كيسٌ فيه ألفٌ أو عشرة آلاف درهم. انظر: "تاج العروس" (مادة: حجز)، و (مادة: بدر).
(٣) "من": ليست في (م).
(٤) انظر: "الكشاف" (٣/ ٦٤)، ورواه بمعناه مطوَّلًا النَّسَائِيّ في "السنن الكبرى" (١١٢٦٣)، وأبو يعلى في "مسنده" (٢٦١٨) عن ابن عباس .