للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

غفل عنه زعم (١) أن الإبهام للتَّحقير أو للتَّعظيم، وإنما قال:

﴿فِي يَمِينِكَ﴾ ولم يقل: في يدك؛ لما في لفظ اليمين من معنى اليُمن والبركة.

﴿تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا﴾؛ أي: تأخذْ ما زوَّروه بفيها ابتلاعًا، وأصله: تتلقَّف، فحذفت إحدى التَّاءين، وتاء المضارعة تحتمل التَّأنيث والخطاب على إسناد الفعل إلى المسبِّب.

وقرئ بالرَّفع (٢) على الحال أو الاستئناف، وبالجزم والتَّخفيف (٣) على أنَّه مِن لقفتُه بمعنى تلقَّفته، وبتشديد التاء (٤).

﴿إِنَّمَا صَنَعُوا﴾؛ أي: الذي زوَّروا وافتعلوا.

﴿كَيْدُ سَاحِرٍ﴾ بالرَّفع على أنَّ (ما) موصولة، والنَّصب على أنَّها كافَّة، وهو مفعول ﴿صَنَعُوا﴾.

وقرئ: ﴿سَاحِرٍ﴾ (٥) بمعنى: ذي سحر (٦)، أو بإطلاق السِّحر على السَّاحر مبالغةً، أو بإضافة الكيد إلى السِّحر للبيان، كقولهم: علم (٧) فقه.


(١) في (م): "ظن".
(٢) وهي قراءة ابن ذكوان. انظر: "التيسير" (ص: ١٥٢).
(٣) أي: ﴿تَلْقَفْ﴾ بإسكان اللام مخففًا، وهي قراءة حفص، وباقي السبعة - عدا ابن عامر في رواية ابن ذكوان السابقة، - بفتح اللام وتشديد القاف والجزم. انظر: "التيسير" (ص: ١١٢).
(٤) وهي رواية البزي عن ابن كثير. انظر: "التيسير" (ص: ١٥٢)، و"تفسير البيضاوي" مع حاشية الشهاب (٦/ ٢١٦). وقوله: "التاء" تحرف في النسخ إلى: "القاف".
(٥) وهي قراءة حمزة والكسائي. انظر: "التيسير" (ص: ١٥٢).
(٦) في هامش (ف) و (م) و (س): "لم يقل: ذوي سحر؛ لأن بيان التَعدد في السَّاحر لغوٌ في المقام، فلا حاجة لاعتباره في تصحيح الكلام. منه".
(٧) في (ف) و (م): "على".