للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ﴾ غداً عن أعمالكم، أو كنايةٌ عن العذاب؛ فإنَّ السُّؤال مُقدِّمتُه، أو تهكُّمٌ وتوبيخٌ؛ أي: ارجعوا واجلسوا كما كنتم في مجالسكم حتى يَسألَكم مَن ينفذ فيه أمرُكم ونهيُكم، أو يسألكم النَّاس في أنديتكم المعاونة (١) في نوازل الخطوب أو يسألكم الوافدون عليكم ويستمطِرون (٢) سحابَ ما في أيديكم.

* * *

(١٤) - ﴿قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾.

ولَمَّا أخذهم العذاب ولم يروا وجهَ النَّجاة: ﴿قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾ اعترفوا بالاقتراف حين لا ينفع الاعتراف.

* * *

(١٥) - ﴿فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ﴾.

﴿فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ﴾ الإشارة إلى ﴿يَاوَيْلَنَا﴾ لأَنَّها دعوى؛ أي: فما زالَتْ تلك الدَّعوى دعواهم.

والدَّعوى: الدَّعوة؛ لأن المُوَلْوِلُ يدعو الويلَ، ويقول: يا ويلُ تعال (٣) فهذا أَوانُكَ.

والويلُ: الوقوعُ في الهلكة.


(١) في (ف): "المقاولة"، وفي "الكشاف" (٣/ ١٠٦): (المعاون)، وهي جمعُ المعونة.
(٢) في (م): "وافدون عليكم ويستخطرون".
(٣) في (م): "يقال".