للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿عَزِيزٌ﴾: غالبٌ على كلِّ شيءٍ، ولا يغلبه شيء، فكيف يُشْرَكُ به شيء، سيَّما أحقر الأشياء وأعجزها وأذلُّها؟!

ولَمَّا قرَّر الوحدانيَّة ونفى إلهيَّة الأنداد أرادَ أن ينفي عنها ما يدَّعون لها من التَّوسل بها إلى الله تعالى والتَّقربِ إليه بتوسُّطها فقال:

(٧٥) - ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾.

﴿اللَّهُ يَصْطَفِي﴾: يختارُ ﴿مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا﴾ يتوسَّطون بينَه وبينَ الأنبياء بالوحي.

﴿وَمِنَ النَّاسِ﴾ رُسُلاً يبلِّغون رسالته إلى مَن دونهم، ويدعونهم إليه ويشفعون لهم، فلا وسيلة غير هذَيْن الصِّنْفَيْن، ولا تقرُّب إلى الله تعالى بغيرهما.

ففيه نفيٌ لما ادَّعوه من قولهم: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: ٣٩]، وقولهم: الملائكةُ بناتُ اللهِ، وردٌّ لمذهبهم واعتقادهم أنَّ الرَّسولَ لا يكون من البشر.

﴿إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ﴾ لأقوال الرَّسول فيما تقبله العقول ﴿بَصِيرٌ﴾ بأحوال الأمم في الرَّدِّ والقَبولِ.

* * *

(٧٦) - ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾.

﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾: ما مضى وما غَبَر، لا تخفى منهم خافيةٌ.

﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾: وإليه مرجعُ الأمور كلِّها؛ لأنَّه مالكُها ومدبِّرُها، فلا اعتراض لأحدٍ على حكمه وتدبيره واختيار رسله.

* * *