للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٩٦) - ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ﴾.

﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ﴾ حثَّه على مكرمةٍ هي أفضل المكارم، ما لم تؤدِّ إلى ثَلمٍ في الدِّين أو إزراء (١) بالمروءة، وهو أبلغ مِن أنْ يُقالَ: بالحسنة السَّيئة؛ لِمَا فيه مِن صيغة التَّفصيل والإجمال، والتفصيل (٢) بإبهام الموصول، وتبيين الصِّلة؛ أي: زدْ (٣) على الصَّفح عن الإساءة بمقابلة السيَّئة بما يمكن من الإحسان، حتى إذا اجتمع الصَّفح والإحسان وبذل الوسْعِ فيه كانت حسنةً مضاعفةً بإزاء سيئةٍ، ودفعًا لها بالتي هي أحسن.

﴿نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ﴾: بما يصفونك به من صفات السُّوء، أو بوصفِهم لكَ وسوءِ ذكرِهم، وهو وعيدٌ لهم وتسليةٌ له ؛ أي: والله أعلم بقولهم وفعلهم، وهو يجازيهم.

* * *

(٩٧) - ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ﴾.

﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ﴾ أمرٌ (٤) بالتَّعوذ مِن نخساتهم بلفظ المبتهِل إلى ربِّه، المكرِّر لندائه تضرُّعًا وابتهالًا بالتَّعوُّذ مِنْ أنْ يَحضروه أو يحوموا حوله (٥).

﴿مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ﴾ شبَّه حثَّ الشَّياطين النَّاسَ على المعاصي بالوساوس


(١) في (ك) و (م): "ازدراء".
(٢) في (م) و (ي): "التفضيل والإجمال والتفضيل".
(٣) في (ف) و (م): "رد".
(٤) في (ف): "أمر".
(٥) في (ف) و (ك): "يحدثوا" بدل "يحوموا حوله".