للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ﴾ لأنَّ الإذنَ مِن هؤلاء ثابتٌ دلالةً.

﴿أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ﴾ جمع: مِفْتَحٍ، وهو ما يُفتَح به الغلق، وأُريد بملكه: كونه في يده وحفظِه، قال ابنُ عباس : هو وكيلُ الرجل وقيِّمه في ضيعته وماشيته (١)، له أن يَأكل من ثمر ضيعته، ويشرب من لبنِ ماشيته (٢).

﴿أَوْ صَدِيقِكُمْ﴾: أو بيوتِ صديقكم، وهو يقع على الواحد والجمع كالخليط، وكان الرجل من السَّلَف يَدخل دارَ صديقه وهو غائب، ويسأل جاريته كيسَهُ، فيأخذ ما شاء، فإذا حَضَرَ مولاها أَعتقها سرورًا بذلك، فأمَّا الآن فقد غَلب الشُّحُّ على الناس فلا يوجد صديق حكمُه هذا، لا أنه يوجد ويتخلَّف عنه الحُكم بغَلَبة الشُحِّ (٣)، وكأنْ لنُّدرة وجودِه عَدَل فيه عن صيغة الجمع.

﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا﴾: مجتمعينَ، وَرَدَ فيمن تحرَّجوا من الاجتماعِ على الطعام؛ لاختلافِ الناس في الأكل، وزيادةِ بعضهم على بعض.

﴿أَوْ أَشْتَاتًا﴾: متفرِّقين، جمع: شَتٍّ، ورد فيمَن تحرَّجوا عن الأكل وحده.

﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا﴾ من هذه البيوت ﴿فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾ على أهلِها الذين هم منكم دينًا وقرابةً، وهذا كقوله: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [النساء: ٢٩]؛ أي: مَن هو مِن جنسكم.


(١) في (م): "ومشيئته".
(٢) انظر: "النكت والعيون" للماوردي (٤/ ١٢٤). ورواه بنحوه ابن أبي حاتم (٨/ ٢٦٤٨).
(٣) في هامش (ف) و (ك): "ردٌّ لصاحب المدارك في قوله: فأما الآن فقد غلب الشُّحُّ على الناس، فلا يؤكل إلا بإذن".