شعيباً، فبينما هم حول ﴿الرَّسِّ﴾ - وهو البئرُ غيرُ المطويَّة (١) - انهارت بهم، فخُسف بهم وبديارهم.
وقيل: الرَّسُّ: قريةٌ نبيِّهم، فهلكوا وهم أصحاب الرَّسِّ والأُخدود.
﴿وَقُرُونًا﴾: وأهلَ أعصارٍ، قد مرَّ تفسير القرون في سورة الأنعام.
﴿بَيْنَ ذَلِكَ﴾ إشارة إلى ما ذكر ﴿كَثِيرًا﴾ لا يَعلمها إلا الله.
* * *
(٣٩) - ﴿وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا﴾.
﴿وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ﴾ بيَّنَّا له القصصَ العجيبةَ من الأمم التي كانت قبلهم؛ أي: حذَّرنا كلَّ أمة أن يَنزل بها ما نزل بمَن قبلها، فلمَّا أصرُّوا أُهلكوا، كما قال:
﴿وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا﴾؛ أي: أهلكنا إهلاكاً، وأصلُ التَّتبيرِ: التفتيتُ، ومنه: التِّبْر، لِفُتاتِ الذهبِ والزجاجِ.
و (كلًّا) الأوَّل منصوب بما دلَّ عليه ﴿ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ﴾، وهو: أَنذرْنا، أو: حذَّرنا، والثاني بـ ﴿تَبَّرْنَا﴾ لأنَّه فارغ له.
* * *
(٤٠) - ﴿وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا﴾.
﴿وَلَقَدْ أَتَوْا﴾ يعني: أهلَ مكَّة ﴿عَلَى الْقَرْيَةِ﴾ سَدُوم، وهي أعظمُ قرى قومِ لوط ﵇.
(١) أي: غير المبنية، يقال: طويت البئر، إذا بنيتَها بالحجارة.