للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٢٢٥) - ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ﴾.

﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ﴾ تمثيلٌ لذهابهم في كلِّ شِعْب مِن القَولِ، واعتسافِهم، وقلَّةِ مبالاتهم، بالغُلُوِّ في المنطقِ (١)، ومجاور الحدِّ في القصدِ، حتى إنهم يفضِّلون (٢) أجبنَ النَّاسِ على عنترة، وأشحَّهم على حاتم، وبَهَتوا البريءَ، وفسَّقوا التَّقيَّ.

* * *

(٢٢٦) - ﴿وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾.

﴿وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾ وذلك لغلوِّهم في أفانين الكلام، ولَهجهم بالفصاحة والمعاني اللَّطيفة، وقد ينسبون لأنفسهم ما لا يقع منهم.

لَمَّا كان إعجازُ القرآن مِن جهة المعنى واللَّفظ، وقد قدحوا في المعنى بأنَّه ممَّا تنزَّلُ (٣) به الشَّياطين، وفي اللَّفظ بأنَّه مِن جنسِ كلام الشُّعراء = تكلَّمَ في القِسْمَيْنِ، وبيَّنَ منافاةَ القرآنِ لهما، ومضادَّة حالِ الرَّسول بحالِ أربابهما.

* * *

(٢٢٧) - ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.

﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ استثناءٌ للشُّعراءِ (٤) مِن المؤمنين الصَّالحين؛


(١) في (ف) و (ك) و (م): " النطق "، وفي (م): " بالغوا "، بدل: " بالغلو".
(٢) في (ع) و (ك) و (م) و (ي): "يفضلوا".
(٣) في (ف): "تنزله ".
(٤) في (ك) و (م): "استثناء الشعراء"، وفي (ف): "استثنى الشعراء".