للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَمَا يُعْلِنُونَ﴾: يُظهِرون، فليس تأخيرُ العذابِ لخفاءِ حالِهم، ولكن له وقتٌ مقدَّرٌ (١)

* * *

(٧٥) - ﴿وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾.

﴿وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ سُمِّيَ الشَّيءُ الذي يغيبُ ويخفى: غائبةً وخافيةً، والتَّاء فيها كالتَّاء في العافية والعاقبة (٢)، ونظائرهما: الرَّميَّة والذَّبيحة والنَّطيحة في أنَّها (٣) أسماءٌ غيرُ صفاتٍ، ويجوز أن يكونا صفَتَيْن، وتاؤهما للمبالغة كالرَّاوية (٤).

﴿إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ أي: بيِّنٍ أو مُبيِّنٍ مَا (٥) فيه لِمَن يطالِعُه. والمرادُ مِن الكتاب: اللَّوحُ.

* * *

(٧٦) - ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾.


(١) في هامش (م) و (ي): "إنما أخر ﴿يُعْلِنُونَ﴾ لنكتة نذكرها في تفسير سورة يس. منه ".
(٢) أي: هي للنقل إلى الاسمية، فتاؤها لا تدلُّ على تأنيث ما تُطلق عليه. وانظر التعليق الآتي.
(٣) في (ي) و (ع): "أنهما".
(٤) وتوضيح الكلام: أن ﴿غَائِبَةٍ﴾ يجوز أن تكون صفة منقولة إلى الاسمية سمي بها ما يغيب ويخفى، والتاء فيها للنقل كما تقدم، ويجوز أن تكون صفة غلبت في هذا المعنى، فكثر عدم إجرائها على الموصوف ودلالتها على الثبوت، وإن لم تنقل إلى الاسمية كمؤمن وكافر، فتاؤها ليست للتأنيث إذ لم يلاحظ لها موصوف تجري عليه كالراوية للرجل الكثير الرواية، فهي تاء مبالغة. والفرق بين المغلب والمنقول على ما قال الخفاجي: أن الأول يجوز إجراؤه على موصوف مذكر بخلاف الثاني. انظر: "حاشية الشهاب" (٧/ ٥٧)، و"روح المعاني" (٢٠/ ٥١).
(٥) في (ك) و (م): "لما".