إنَّهما واقعان تفسيرًا للنبأ، أو حالٌ مِن ﴿يَسْتَضْعِفُ﴾، ويجوز أن يتحقَّق تعلُّق الإرادة بتكوين في زمانٍ مترقَّب، وهذا لتكون نعمةُ المنَّة أوقعَ، وسلطانُ التقدير على التدبير أظهرَ.
﴿أَنْ نَمُنَّ﴾: نتفضَّل عليهم بإنقاذهم من بأسه.
﴿عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا﴾ وإنَّما قال: ﴿فِي الْأَرْضِ﴾ مع عدم الحاجةِ إليه هاهنا ليتمشَّى جعلُ التعريف في ﴿الْوَارِثِينَ﴾ عِوَضًا عن الإضافة إليها (١).
﴿وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً﴾: مقدَّمين في أمرِ الدنيا والدِّين.
﴿وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾؛ أي: يرثون الأرضَ المعهودةَ، لمَّا كانت الوراثةُ أقوى سببٍ في الاستحقاق والتملك حيث لا يُعقَب بفسخٍ ولا استرجاعٍ، ولا يُبطَل بِرَدٍّ وإسقاطٍ، استُعيرت لاستحقاقهم بمنِّ الله تعالى.