للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٤٣) - ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾.

﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ﴾: التوراةَ ﴿مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى﴾ قومَ نوح وهود وصالح ولوط .

﴿بَصَائِرَ لِلنَّاسِ﴾: حالٌ من الكتاب، والبصيرة: نورُ القلب الذي يُبصِر به الرشدَ، كما أنَّ البصرَ نورُ العين الذي يُبصر به، يريد: آتيناهُ التوراةَ أنوارًا للقلوب؛ لأنَّها كانت عمياءَ لا تستبصرُ ولا تَعرف حقًّا مِن باطلٍ.

﴿وَهُدًى﴾ وإرشادًا إلى الشرائع التي هي على سبيل الحقِّ ﴿وَرَحْمَةً﴾ لأنَّهم لو عملوا بها نالوا رحمةَ اللّه تعالى ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾: ليكونوا على حالٍ يُرجى منهم التذكُّر.

* * * *

(٤٤) - ﴿وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾.

﴿وَمَا كُنْتَ﴾ يا محمَّدُ ﴿بِجَانِبِ﴾ الجبل ﴿الْغَرْبِيِّ﴾ وهو الذي وقع فيه ميقاتُ موسى ، فإنَّه كان في شقِّ الغرب مِن مقامه، أو: الجانب الغربي منه على أنه مِن قَبيل إضافةِ الشيءِ إلى صفتِه، كقوله: ﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ﴾ [يوسف: ١٠٩].

﴿إِذْ قَضَيْنَا﴾: أَوحينا ﴿إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ﴾ الذي أَردنا تعريفَه.

﴿وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾. للوحي إليه، أو: على الوحي عليه، وهم نقباؤه السبعونَ المختارونَ للميقاتِ، والمراد: الدلالة على أنَّ إخباره عن ذلك مِن قَبيل الإخبار عن المغيَّبات التي لا تُعرَف إلَّا بالوحي، ولذلك استدرك عنه بقوله: