للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾: بالمستعدِّين لذلك، قال الزجَّاج: أَجمعَ المفسِّرون على أنَّها نزلت في أبي طالب وإن كانت الصيغةُ عامَّةً (١).

* * *

(٥٧) - ﴿وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

﴿وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ﴾؛ أي: وقالوا: يا محمَّد، إنْ نتَّبعِ الهدى فنكونَ معك، أو نتَّبعِ الهدى الذي معك، وهو القرآن.

﴿نُتَخَطَّفْ﴾ التخطُّف: الاستلابُ بسرعة.

﴿مِنْ أَرْضِنَا﴾؛ أي: نُخرَج منها في الحال.

وهو تعلُّلٌ فاسدٌ منهم تعلَّقوا به عند عجزهم عن معارضته، فردَّ اللهُ عليهم بقوله:

﴿أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ﴾؛ أي: أَلم نَدفع عنهم شَرَّ العرب ولم نُمكِّن لهم ﴿حَرَمًا آمِنًا﴾؛ أي: أَلم نَجعل مكانَهم في حرمٍ ذا أمنٍ لا يُسبَونَ فيه ولا يُغار عليهم، ولا يُتعرَّض لهم بمكروهٍ.

ثمَّ هذا الحرمُ في موضعٍ لا ضرعَ فيه ولا زرعَ ﴿يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾؛ أي: يُجمَع ويُجلَب إليه مِن كلِّ شيء أَرفعُه وأَنفعه، كما يقال: ثمرة الكلام، ومعنى الكليَّةِ: الكثرةُ، كقوله: ﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [النمل: ٢٣].


(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٤/ ١٤٩)، وحديث نزولها في أبي طالب رواه مسلم (٢٥/ ٤٢)، من حديث أبي هريرة .