للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٧٣) - ﴿وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.

و (مِن) في قوله: ﴿وَمِنْ رَحْمَتِهِ﴾ للسبب.

﴿جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾؛ أي: خَلَقهما لأجْلكم ﴿لِتَسْكُنُوا فِيهِ﴾؛ أي: في الليل، وللتنبيهِ على انفرادِ كلٍّ مِن المنفعتين في علِّيَّة كلِّ (١) واحد منهما على التوزيع، أُعيد اللامُ في قوله: ﴿وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ﴾ وإنَّما حذف اكتفاءً بما ذكر في قرينِه، فيكون مِن باب اللَّفِّ والنَّشْرِ على الترتيب.

وفي التعبير بالابتغاء عن كسب العبدِ إشارةٌ إلى أنَّه لا مزيدَ له على معنى الطلب، ففيه نفيٌ للتأثير مِن جهته، كما أنَّ في قوله: ﴿مِنْ فَضْلِهِ﴾ نفيًا للإيجاب منه تعالى والوجوبِ عليه.

﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾: ولكي تعرفوا نعمةَ اللّهِ في ذلك فتَشكروه عليها، تعليلٌ اَخرُ للجعل المذكور، ولذلك صدَّره بأداة العطف.

* * *

(٧٤) - ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾.

﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ كرَّر التوبيخ باتخاذ الشركاء ليُؤذِن بأنَّه لا شيءَ لغضب اللّه تعالى أَجلبُ مِن الإشراك به، كما لا شيءَ أَدخلُ في مرضاته من توحيده.

* * *


(١) "كل" من (ك) و (م)، وليست في باقي النسخ.