للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أنَّ الجزاءَ يلحقُهم لا محالَة، واشتمال صلة ﴿أَنْ﴾ على مسنَدٍ ومسندٍ إليه سدَّ مَسدَّ المفعولَيْن.

﴿سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ ﴿مَا﴾ في موضِع رفعٍ على معنى: ساءَ الحكمُ حكمُهم، أو نصبٍ على معنى: ساءَ حكمًا يحكمون، والمخصوصُ بالذَّمِّ محذوفٌ؛ أي: بئسَ حُكمًا يحكمونه حكمُهم هذا.

* * *

(٥) - ﴿مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.

﴿مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ﴾: يترقَّبُ ثوابَه، أو: يخافُ عقابَه، فالرَّجاء يحتمِلُهما.

﴿فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ﴾ المضروبَ للثَّوابِ والعقاب ﴿لَآتٍ﴾ لا محالةَ، تعليلٌ لجوابِ الشَّرطِ المحذوفِ، تقديرُه: فليبادِرِ العملَ الصَّالح الذي يصدِّقُ رجاءَه ويحقِّقُه.

وإتيانُ الوقتِ المضروبِ لهما كنايةٌ عن إتيانهما، والتَّعبيرُ عنهما بلقاءِ اللّهِ تعميمٌ (١) للتفخيم والتَّهويل، وإضافتُه إلى اللَّه في الموضعَيْن للتَّعظيم.

ويجوز أن يكون على تمثيل حالِه بحالِ عبدٍ قدِمَ على سيِّدِه بعدَ زمانٍ مديدٍ وقد اطَّلعَ السَّيِّد على أحوالِه، فإمَّا أن بلقاه ببِشْرٍ بما رضيَ مِن أفعالِه، أو بسخطِه لِمَا سخطَ منها (٢).

﴿وَهُوَ السَّمِيعُ﴾ لِما يقولُ عبادُه ﴿الْعَلِيمُ﴾ بما يفعلونه، فلا يفوتُه شيءٌ.

* * *


(١) "تعميم" سقط من (م) و (ي) و (ع).
(٢) في (ك): "أو بسخط أي سخط منها"، وفي (ف): "أو سخطه أي سخط منها".