للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٠) - ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ﴾.

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ﴾ في الإخبار عنهم بأنَّهم مِن النَّاس تحقيرٌ لشأنهم.

﴿فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ﴾؛ أي: في طاعته، و ﴿فِي﴾ للسَّببية كما في ﴿لُمْتُنَّنِي فِيهِ﴾ [يوسف: ٣٢].

﴿جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ﴾؛ أي: أذاهم له للصَّرْفِ عن طاعة اللَّه تعالى.

﴿كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ في الخوفِ منه (١) فيطيعهم.

﴿وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ﴾؛ أي (٢): فتحٌ وغنيمةٌ.

﴿لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ﴾؛ أي؛ مشايعين لكم في دينِكم، فأعطُونا نصيبنا (٣) مِن المغنَمِ.

﴿أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ﴾ صيغة أَفعلَ هنا لمطلق الزِّيادة وإثباتِ العلم على الوجه الأبلغ، و (أو) (٤) للعطف على محذوفٍ تقديرُه: أليس اللَّه بأشدَّ عذابًا (٥) من النَّاس.

﴿بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ﴾ من الإخلاص والنِّفاق، فكيف يَتوهَّم هذا المنافقُ أنْ يَخفَى حالُه على المسلمين ولا يخبرُهم اللّهُ به وهو عالمٌ، فهذا تهديدٌ دنيويٌّ له، كما أنَّ قولَه:


(١) في (ك) و (م): "منهم".
(٢) "أي" من (م).
(٣) في (ك): "نصيبًا".
(٤) كذا في النسخ، ولعل الصواب: (والواو)، والصواب المثبت.
(٥) في (م): "علما".