للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ورُوي: أنَّه لم يُنتفع ذلك اليوم بالنَّار لذهابِ حرِّها (١).

﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ لأنَّهم المنتفِعون بها.

* * *

(٢٥) - ﴿وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾.

﴿وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾؛ أي: لِتَتوادُّوا بينكم وتتواصلوا؛ لاجتماعكم على عبادتها، واتِّفاقكم عليها كما يتَّفقَ النَّاسُ على مذهبٍ فيكون ذلك سببَ تحابِّهم.

وثاني مفعولي ﴿اتَّخَذْتُمْ﴾ محذوف، ويجوز أن يكون ﴿مَوَدَّةَ﴾ المفعولَ الثَّانيَ بتقدير مضافٌ أو بتأويلها بالمودودة؛ أي: اتخذتم أوثانًا سببَ (٢) المودَّة بينكم.

وقرئَتْ منوَّنةً ناصبةً ﴿بينكم﴾، والوجهُ ما سبَقَ، وقرئَتْ مرفوعةً مضافةً على أنَّها خبرُ مبتدأ محذوفٍ (٣)؛ أي: هي مودَّةُ، أو: سببُ مودَّةِ بينِكم، والجملةُ صفةُ ﴿أَوْثَانًا﴾ أو خبر (إنَّ) على أنَّ (ما) موصولة أو مصدريَّة، والعائد محذوف، وهو المفعول الأوَّل.


(١) انظر: "الكشاف" (٢/ ٤٥٠).
(٢) في النسخ: "بسبب". والمثبت من "الكشاف" (٣/ ٤٥٠)، و"تفسير البيضاوي" (٤/ ١٩٢)، و"تفسير النسفي" (٢/ ٦٧٢).
(٣) قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: ﴿مودَّةُ﴾ بالرَّفع من غير تنوين ﴿بَيْنِكُمْ﴾ بالخفض، وحفص وحمزة: ﴿مَوَدَّةَ﴾ بالنَّصب من غير تنوين ﴿بَيْنِكُمْ﴾ بالخفض، والباقون: ﴿مَوَدَّةَ﴾ بالنَّصب والتَّنوين و ﴿بَيْنِكُمْ﴾ بالفتح. انظر: "التيسير" (ص: ١٧٣).