للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ﴾ علةٌ؛ أي: لِأَنْ كذَّبوا، أو بدلٌ مِن ﴿السُّوأَى﴾ أو عطفُ بيانٍ له، أو خبر ﴿كَانَ﴾ و ﴿السُّوأَى﴾ مصدرُ ﴿أَسَاءُوا﴾، أو مفعولُه؛ أي: [ثم كان عاقبةَ الذين] اقترفوا الخطيئةَ [أن طَبَعَ الله على قُلُوبِهِمْ حتى كذبوا بآيات الله واستهزؤوا بها.

ويجوز أن تكون ﴿السُّوأَى﴾ صلةَ الفعل و ﴿أَنْ كَذَّبُوا﴾ تابعَها، والخبرُ محذوف للإبهام] (١) والتهويل، وأن تكون ﴿أَنْ﴾ مفسِّرةً (٢) بمعنى: أي؛ لأنَّ الإساءة إذا كانت مفسَّرة بالتكذيب والاستهزاء، كانت في معنى القول، نحو: نادى، وكتب وما أشبههما.

ويجوز أن يكون معنى ﴿أَسَاءُوا السُّوأَى﴾: اقترفوا الخطيئةَ التي هي أسوأُ الخطايا، ﴿أَنْ كَذَّبُوا﴾ عطف بيانٍ لها، وخبر ﴿كَانَ﴾ محذوف كما يُحذف جوابُ (لو) و (لمَّا) لإرادة الإبهام؛ أي: ما لا يدخل تحت الوصف.

وقرئ: ﴿عَاقِبَةَ﴾ بالنصب (٣)، على أنَّ الاسم ﴿السُّوأَى﴾ و ﴿أَنْ كَذَّبُوا﴾ على الوجوه المذكورة.

﴿وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ﴾ عدل عن صيغةِ الماضي، وزاد عبارة (كان)؛ للدلالة على الاستمرار التجدُّديِّ في أمرِ الاستهزاء المتضمِّن للتكذيب، والمحافظةِ على رؤوس الفاصلة (٤).


(١) ما بين معكوفتين من "تفسير البيضاوي" (٤/ ٢٠٣).
(٢) اضطربت النسخ وغمض معناها في هذا الموضع، فجاء في (ف) و (ك): "والتهويل في أن كذبوا تفسير أو أن هي المفسرة"، وفي (م): "والتهويل في أن يكون كذبوا في أن كذبوا تفسيرا وأن هي المفسرة"، وفي (ي): "والتهويل في أن يكون كذبوا تفسيرا وأن هي المفسرة"، وفي (ع): "والتهويل في أن يكون كذبوا وأن هي المفسرة"، والمثبت من المصدر السابق.
(٣) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب. انظر: "التيسير" (ص: ١٧٤).
(٤) في (ف): "الآي".