للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ﴾: مِن المَلَك والِإنس والجنِّ:

﴿لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ فيما كتبه وأَوجبه لكم على أنَّ ﴿فِي﴾ للتعليل، كما في قوله : "إنَّ امرأةً دخلت النارَ في هرَّةٍ حَبَسَتْها" (١).

﴿إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ﴾ ردُّوا ما قالوه وحلفوا عليه وأطلعوهم على الحقيقة، ثم وصلوا ذلك بتقريعهم (٢) على إنكار البعث بقوله:

﴿فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ﴾؛ أي: فقد تبيَّن بطلانُ قولِكم، والفاءُ فصيحةٌ دخلت جوابَ شرطٍ محذوفٍ تقديره: إنْ كنتم مُنكِرين البعثَ فهذا يومه.

﴿وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ أنَّه حقٌّ؛ لتفريطكم في النَّظَر.

(٥٧) - ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ﴾.

﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ﴾ وقرئ بالياء (٣)؛ لأنَّ المعذرةَ بمعنى العذرِ، ولأنَّ تأنيثَها غيرُ حقيقيٍّ، وقد فصل بينهما.

﴿وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ﴾ الاستعتابُ: الاسترضاءُ، يقال: اسْتَعْتبَني فلانٌ فأَعتبتُه؛ أي: أَزلتُ عَتبَه وأَرضيتُه، والمعنى: لا يُطلَب منهم أن يَستعتبوا ربَّهم بالتوبة والطاعة كما طُلب منهم في الدنيا، ولا يقال لهم: استرضُوا ربَّكم.


(١) رواه البخاريُّ (٢٣٦٥)، ومسلم (٢٢٤٢)، من حديث ابنِ عمر ، ولفظه عند البخاري "عُذِّبت امرأةٌ في هرَّةٍ حبستها حتى ماتت جوعًا، فدخلت فيها النارَ" .... الحديث.
(٢) في (ف): "بتفزيعهم".
(٣) في (ف) و (ك): "بالتاء"، والمثبت من باقي النسخ، وهو الصواب بدلالة اللحاق. وقراءة: "لا ينفع" بالياء؛ قرأ بها عاصم وحمزة والكسائي، وقرأ الباقون بالتاء. انظر: "التيسير" (ص: ١٧٦).