للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٢٩) - ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾.

﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ﴾ مِن الشَّمس والقمر ﴿يَجْرِي﴾ في فلكِه ﴿إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾: إلى منتهًى معيَّنٍ؛ الشَّمسُ إلى آخر السَّنة، والقمرُ إلى آخر الشَّهر.

وقيل: إلى يوم القيامة؛ لأنَّه مُنتَهى جَرْيهما ومنقطَعُه.

استُعمِلَ الجري هاهنا مع حرف الانتهاء، وفي (فاطر) مع حرف الاختصاص؛ أي: يجري لإدراك أجلٍ معيَّنٍ؛ لأنَّ بلوغ الجري إلى منتهاها يوافق اختصاص الجري بإدراك الأجل المعيَّن في المعنى، فكِلَا المعنيَيْن يتوافقان في إفادة المقصودِ.

﴿وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ عالم بِكُنْهِهِ.

* * *

(٣٠) - ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾.

﴿ذَلِكَ﴾ الوصفُ الذي وُصِفَ به مِن كمالِ القدرةِ والحكمةِ ﴿بِأَنَّ اللَّهَ﴾: بسببِ أنَّ اللهَ.

﴿هُوَ الْحَقُّ﴾ الثَّابتُ في ذاته، أو الثَّابتُ الألوهيَّة.

﴿وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ﴾ المنتفي الألوهيَّة، أو المعدوم في حدِّ ذاته.

﴿وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ﴾ الشَّأنِ ﴿الْكَبِيرُ﴾ السُّلطانِ، أو المترفِّعُ على كلِّ شيءٍ، الكبير عن أنْ يُشرَكَ به شيءٌ.

* * *