للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا﴾ في الجنَّةِ زيادةً على أجرِها.

* * *

(٣٢) - ﴿يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾.

﴿يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ﴾ في الفضلِ.

و (أحد) في الأصل: وَحَدٌ بمعنَى واحدٍ، واستُعمل في النَّفي العام مستويًا فيه المذكَّر والمؤنَّث والواحد وما فوقه، ولذلك جاء هاهنا بمعنى جماعة واحدة مِن جماعات النِّساء.

﴿إِنِ اتَّقَيْتُنَّ﴾ الظَّاهر أنَّه بمعنى: استقبلتُنَّ (١) أحدًا.

﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾: فلا تقلْنَ قولًا خاضعًا ليِّنًا حسنًا، كقول المُرِيْبات (٢).

واتَّقى بمعنى استقبل معروفٌ في اللُّغة؛ قال النَّابغةُ:

سقطَ النَّصيفُ ولم تُرِدْ إسقاطَهُ … فَتَناوَلَتْهُ واتِّقَتْنا باليَدِ (٣)

أي: استقبلَتْنا باليد، وهذا المعنى أبلغُ في مدحهِنَّ؛ إذْ لم يُعَلِّقْ فضيلتَهُنَّ على التَّقوى، ولا عَلَّقَ نهيَهُنَّ عن الخضوع بها؛ إذ هُنَّ مُتَّقياتٌ في أنفسهنَّ، والتعليقُ ظاهرُه يقتضي أنهنَّ لسْنَ مُتحلِّيات بالتَّقوى (٤).


(١) في (ك): "استقبلن ".
(٢) في (م): "كقولة المريبات"، وفي (ف): "كقول المرتبات"، وفي (ك): "كقول المربيات".
(٣) انظر: "ديوان النابغة - بشرح ابن السكيت" (ص: ٣٤). والنصيف: الخمار.
(٤) هذا الوجه في تفسير الآية ذكره أبو حيان في "البحر" (١٧/ ٣١٨) واختاره، لكن تعقبه الآلوسي في "روح المعاني" (٢١/ ٢٨٠) بقوله: (وفيه: أن اتَّقَى بمعنى: استقبل، وإن كان صحيحًا لغةً، وقد ورد=