للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا﴾ في الجنَّة، وتغييرُ النَّظمِ في ﴿تَحِيَّتُهُمْ﴾ و ﴿وَأَعَدَّ﴾ للمبالغة فيما هو أهمُّ وأدَلُّ على الكرامة، وللمحافظة على الفاصلة.

* * *

(٤٥ - ٤٦) - ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾.

﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا﴾ على مَن بُعِثْتَ عليهم بقَبول القولِ في تصديقهم وتكذيبهم، وطاعتهم ومعصيتهم، وهو حال مقدَّرة.

﴿وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥) وَدَاعِيًا﴾؛ أي: الإقرار به وبتوحيدِه (١) وبما يجبُ الإيمانُ به مِن صفاتِه.

﴿بِإِذْنِهِ﴾: بتيسيره، لَمَّا كانَ التَّصرُّف للغير في حقِّ المالك متعذِّرًا إنَّما يتيسَّر بالإذن، استُعِيرَ الإذن للتَّيسير والتَّسهيل؛ إيذانًا بأنَّ دعاءَ أهلِ الشِّرك والجاهلية إلى التَّوحيد والإسلام أمرٌ صعبٌ متعذِّرٌ لا يُستطاع (٢) إلَّا إذا سهَّلَهُ اللهُ تعالى ويسَّره، ولا يصحُّ حملُه على الحقيقةِ؛ لأنَّ قولَه: (أرسلناك داعيًا) يغني عن الإذن بمعناه الوضعي.

﴿وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ شُبِّهَ النَّبيُّ بالسِّراج لاستضاءة مَن تحيَّر (٣) في ظلماتِ الجهل بنورِه، واهتداءِ مَن ضلَّ بضوئه، ولأنَّه قد جَلَّى اللهُ تعالى ظلماتِ الشِّرك بنورِ توحيدِه، أو نوَّرَ البصائر بنورِ هدايتِه، كما ينوِّرُ الأبصارَ بنور السِّراج.


(١) في (ف) و (ك): "بتوحيده ".
(٢) في (ك): "متعذر الاستطاعة".
(٣) في (ك): "من هو".