للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ﴾ المساسُ (١) كنايةٌ عن الجِماعِ.

﴿فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ﴾: أيَّامٍ يَتربَّصْنَ فيها بأنفسهنَّ.

﴿تَعْتَدُّونَهَا﴾: تستوفونَ عددَها، مِن عَدَدْتُ الدَّراهم فاعتَدَّها، كقولك: كِلْتُه فاكتالَه، أو تعدُّونَها، والإسناد إلى الرِّجال للدِّلالة على أنَّ العدَّةَ حقُّ الأزواج كما أشعر به ﴿فَمَا لَكُمْ﴾.

ومَن قرأ: (تَعْتَدُونَها) بالتَّخفيف (٢) حذفَ الجارَّ وأوصل الفعل إلى الضِّمير بنفسه، كقوله: ويومٍ شَهِدْناه؛ أي: شهِدْنا فيه.

ومنطوقُه ساكتٌ عن العدَّة بمجرَّد الخلوة الصَّحيحة، ولا عبرةَ للمفهوم، فلا مانعَ لإلحاقِ (٣) الخلوةِ بالمساس في إيجابِ العدَّةِ.

﴿فَمَتِّعُوهُنَّ﴾ للوجوبِ إنْ لم يكن مفروضًا لهنَّ، فإنَّ المفروضِ لها نصفُ المهر، ويجوز أنْ يُحمَلَ على الرَّاجحِ والأولى؛ أي: القَدْرِ المشترك بينَ الوجوب والنَّدب، فيتناولُهما؛ إذ (٤) متعةُ المفروض لها مستحبَّةٌ، ولم تجب (٥) إلَّا لغير المفروض لها قبل (٦) المساسِ مِن المطلَّقات.


(١) في (ك): "المس".
(٢) نسبت لابن كثير، والرواية المشهورة عنه مثل قراءة الجمهور بالتشديد. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص:١٢٠).
(٣) في (ف): "لإطلاق".
(٤) في (ك): "أن". وفي (م): "فيتناولها فإن".
(٥) في (ك): "ولا تجب".
(٦) في (ك): "قبل قيل"، وفي (ف): "قيل قبل".