للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾: ظاهرًا.

رُويَ أنَّها نزلَتْ في ناسٍ مِن المنافقين يؤذون عليًّا .

وقيل: في أهل الإفك، وقيل: في زُناةٍ كانوا يَتْبعونَ (١) النِّساء وهنَّ كارهات.

* * *

(٥٩) - ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.

﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾: يغطيْنَ بها وجوهَهُنَّ وأعطافَهُنَّ (٢)، ويُرْخِينَها على أبدانهنَّ إذا برزت لحاجةٍ.

يقال إذا زال الثَّوب عن وجه المرأة: أدني (٣) ثوبَك على وجهِكِ.

والجلبابُ: الملحفةُ وكلُّ ما يُستَرُ به مِن كساء وغيره، و ﴿مِن﴾ للتَّبعيضِ؛ لأنَّ المرأة تتلفَّع ببعضِها وترخي بعضَها على بدنها، أو لأنَّ لها جلابيب.

كانت النِّساء في أوَّل الإسلام يَبرزْنَ (٤) في درعٍ وخِمارٍ كما كانت عادتهنَّ في الجاهليَّة، لا فرْقَ بينَ الحرَّةِ والأَمَةِ في ذلك، وربَّما كانَ الشَّباب (٥) والشُّطَّارُ يتعرَّضونَ لهنَّ، فإذا عُوتِبوا فيه يقولون (٦): حسبناها أَمَةً، فأُمِرْنَ أن يحتجِبْنَ ويخالفْنَ بزيهِنَّ زِيَّ الإماء. فلذلك قال:


(١) في (ك): "يستتبعون".
(٢) في (ف) و (ك): "وأعضاءَهُنَّ".
(٣) في (ك): "أرخي"، وفي (ي) و (ع): "أذن".
(٤) في (ف): "يبرزون".
(٥) في (ك): "كانت الأشبال"، وفي (ي) و (ع): "كان أشبان".
(٦) في (ك): "قالوا".