للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: (ليأتينكم) بالياء التحتانية (١)؛ على أنَّ الساعةَ بمعنى اليوم، أو على أنَّ الفاعل: ﴿عَالِمِ الْغَيْبِ﴾؛ أي: ليَأتينَّكم أمرُه، وعلى الأول كان المذكور رفعًا على المدح؛ أي: هو عالمُ الغيبِ، أو: مبتدأ، خبره: ﴿لَا يَعْزُبُ عَنْهُ﴾.

وقرئ: ﴿عَالِمِ الْغَيْبِ﴾ بالجرِّ، صفةٌ لـ (ربِّي)، و (علَّامِ الغيوبِ) (٢)؛ للمبالغة.

و ﴿لَا يَعْزُبُ﴾ بضمِّ الزاي وكسرِها (٣)؛ مِن العُزُوب، وهو البُعْدُ.

﴿مِثْقَالُ ذَرَّةٍ﴾: مقدارُ أصغرِ نملةٍ (٤).

﴿فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ﴾ جملةٌ مؤكِّدةٌ لنفي العزوب، ورفعُهما على الابتداء، ويؤيّده القراءةُ بالفتح فيهما (٥)، على نفي الجنس، كقوله: لا حول ولا قوَّة، بالرفع والنصب.

والاستثناءُ في قوله: ﴿إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ - أي: اللوح المحفوظ (٦) - يأبى عطفَ المرفوعِ على ﴿مِثْقَالُ﴾ والمنصوبِ على ﴿ذَرَّةٍ﴾ على أنَّ فتحَه لامتناعِ


(١) نسبت لطليق - أو طلق - عن بعض أشياخه. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٢١)، و"المحتسب" (٢/ ١٨٦).
(٢) قرأ ﴿عَالِمِ﴾ بالرفع نافع وابن عامر، وقرأ حمزة والكسائي: ﴿علّاَمِ﴾ بصيغة المبالغة والجر، وباقي السبعة: ﴿عالمِ﴾ بالكسر، وفيها جميعًا: ﴿الْغَيْبِ﴾ بالإفراد. انظر: "التيسير" (ص: ١٨٠). وذكر الزمخشري: (عالمُ الغيوب) بالرفع على المدح. انظر: "الكشاف" (٣/ ٥٦٨).
(٣) قرأ بالكسر الكسائيُّ، وقرأ الباقون بالرفع. انظر: "التيسير" (ص: ١٢٢). وكلمة: "الزاي" تحرفت في النسخ عدا (ك) إلى: "الراء".
(٤) في (ك): "أنملة".
(٥) نسبت للأعمش وقتادة. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٢١).
(٦) سقط من (ف) و (ك).