للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال عطاء في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧]: أي: قُرنت نفوس المؤمنين بحورِ العين ونفوس الكفار بالشياطين (١).

﴿وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ دلَّ هذا على أن المراد من الذين ظلموا المشركون، وقوله على وفق قوله تعالى حكاية عن الملائكة: ﴿بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ﴾: "بل هم عبدوا الشياطين الذين أمرتهم بذلك" في جواب ابن الزِّبَعْرَى (٢) = دل على أن (ما) على عمومه، وأن الأصنام ونحوها غير داخلة فيه، فالضمير (٣) في قوله تعالى: ﴿فَاهْدُوهُمْ﴾ لمجموع (٤) المذكورين.

﴿إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ﴾: فعرِّفوهم طريق النار حتى يسلكوها، وفيه تهكُّمٌ بهم لِمَا مر في تفسير سورة الفاتحة أن الهداية دلالةٌ بلطف، وفي الصراط أيضاً نوعُ تهكُّمٍ لأنَّه طريقٌ مستوٍ لا التواء فيه ولا اعوجاج.

* * *

(٢٤) - ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾.

﴿وَقِفُوهُمْ﴾: احبسوهم هذا الحبسَ عند مجيئهم النَّارَ، على ما دلَّ عليه قولُه تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٩) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ﴾ [فصلت: ١٩، ٢٠]، فالسؤال في قوله تعالى:


(١) انظر: "زاد المسير" (٩/ ٣٩).
(٢) في هامش (م): "على ما مر في تفسير سورة الأنبياء ".
(٣) في (ف) و (ك): "فالمضمر".
(٤) في (م) و (ي): "بمجموع".