للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ﴾ [الصافات: ٩٠]، فأعرضوا عنه مولِّين الأدبارَ مخافةَ العدوى؛ لأنَّه مرض مُعْدٍ ففعل (١) بأصنامهم ما فعل.

وقوله: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ من معاريض (٢) الكلام وليس بكذب (٣)؛ [أي] (٤): إني سقيم القلب لكفركم، أو: مشارفٌ للسقم؛ لأن مَن كان بصدد الموت كان مستعدًّا (٥) للسقم، ولا يخلو صحيح من ذلك، فلم يكن كاذبًا فيما أظهر من الكلام، فلم يلحقه به شيء من الملام؛ إذ كان في نفسه قصد كسر الأصنام، فاحتال لإظهار الحق وإبطال الباطل، فكان عملًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا.

(٩١) - ﴿فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ﴾.

﴿فَرَاغَ﴾ فذهب في خُفيةٍ (٦)، من روغة الثعلب وأصله: الميل بحيلة.

﴿إِلَى آلِهَتِهِمْ﴾ بناء على زعمهم؛ أي: إلى أصنامهم التي يزعمونها آلهة؛ كقوله تعالى: ﴿أَيْنَ شُرَكَائِيَ﴾ [القصص: ٧٤].

﴿فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ﴾؛ أي: الطعامَ الذي عندكم.


(١) في (ف) و (ك): "بعد ما فعل".
(٢) في (م): "معارض".
(٣) في (م): "بمكذب".
(٤) زيادة يقتضيها السياق.
(٥) في (ع) و (م) و (ي): "مستعيرًا".
(٦) في (ع): "خفته"، وفي (ي): "خيفة"، وفي (م): "حفية" وفوقها حرف (خ).