للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحقيقة معناهما: أَخْلَص نفسَه لله وجعلها سالمةً له خالصةً، وكذلك معنى استسلم: استَخْلَص نفسَه لله.

وعن قتادة في ﴿أَسْلَمَا﴾ أسلم هذا ابنَه وهذا نفسَه (١).

﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾: صرعه على شقِّه فوقع (٢) أحدُ جبينيه (٣) على الأرض تواضعًا على مباشرة الأمر بصبرٍ وجَلَد، ليُرْضِيا الرحمن ويُخزيا الشيطان.

وروي أن ذلك المكان عند الصخرة التي بمنًى.

وقيل: في الموضع المشرِف على مسجد منًى.

وقيل: في المنحَر الذي يُنحر فيه اليوم.

(١٠٤) - ﴿وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ﴾.

﴿وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ﴾ في إيثار النداء على القول إشعار بتمثيل حاله بحالِ مَن يحتاج في خطابه إلى رفع الصوت وإن كان الخطاب عن قريبٍ؛ زجرًا له (٤) عما أقبل عليه وتوغَّل فيه.


(١) انظر: "الكشاف" (٤/ ٥٥).
(٢) في (م): "فوضع"، والمثبت من باقي النسخ، وهو الموافق لما في "الكشاف" (٤/ ٥٥)، و"تفسير البيضاوي" (٥/ ١٥) و"تفسير أبي السعود" (٧/ ٢٠١)، و"روح المعاني" (٢٣/ ١٣٩).
(٣) في (ف) و (ك): "شقيه"، وفي باقي النسخ: "جنبيه"، والمثبت من "الكشاف"، وهو الصواب، ويؤيده عبارة البيضاوي وأبي السعود والآلوسي: فوقع جبينه على الأرض وهو أحد جانبي الجبهة.
(٤) "له" ليست في (ف) و (ك).