للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ﴾ في عمله بالإيمان والطاعة.

﴿وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ﴾ بالكفر والمعصية.

﴿مُبِينٌ﴾: ظاهرٌ ظلمُه، وفيه تنبيه على أن النَّسب لا يؤثِّر في الهدى والضلال، وأن الظلم في الأعقاب لا يعود (١) بعيب ولا نقيصةٍ على الأسلاف، وأن المدح والذم إنما يترتبان على كسب المرء، وحُسنِ عمله وقُبحه، وصلاحه وفساده في نفسه، لا على عمل الأصول والفروع.

وأمَّا أنه لا تأثير للعِرْق الطيِّب والخبيث أصلًا حتى يلزمَ أن ينهدم أمر (٢) الطبائع والعناصر بالكلية (٣)، فينافي ما هو الظاهر من قوله تعالى: ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾ [القلم: ١٣] ومن قوله : "لا يدخلُ الجنةَ ولدُ الزِّنا ولا ولدُه ولا ولدُ ولدِه" (٤) بعد ذلك من أن النطفة إذا خبثت خبث الناشئ منها فلا دلالة فيما ذكر عليه (٥).


(١) في (ف) و (ك): "في أعقابهما لا يعود إليهما".
(٢) "أمر" ليس في (ف) و (ك).
(٣) "بالكلية" ليس في (ف) و (ك).
(٤) رواه أبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٢٤٩) من حديث أبي هريرة ، وفي إسناده أبو إسرائيل الملائي وهو ضعيف، وروي بنحوه من طرق أخرى أعلها جميعا ابن عراق ثم قال: وأيضًا فهو مُخالف لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الأنعام: ١٦٤] ولقوله: "ولد الزِّنا ليس عليه من إِثْم أبويه شيء"، أخرجه الطَّبراني من حديث عائشة، قال السخاوي: وسنده جيد، والله أعلم. انظر: "تنزيه الشريعة" (٢/ ٢٢٨).
(٥) في (ف) و (ك): "فيه".