للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والإمسَاكُ: اللُّزومُ المانِعُ عنِ السُّقوطِ.

فلمَّا لم يتَّعظُوا أضرَبَ عنهم فقال: ﴿بَلْ لَجُّوا﴾ اللَّجاجُ: تَقَحُّم الأمرِ مع كثرةِ الصَّارفِ عنه.

﴿فِي عُتُوٍّ﴾ العُتوُّ: هو الخُروجُ إلى فاحِشِ الفسادِ.

﴿وَنُفُورٍ﴾ النُّفورُ: النُّبوُّ مِن الشَّيءِ هَربًا عن الشُّعورِ بضَررهِ؛ أي: أصرُّوا على العِنادِ، وتَمادَوا في الشِّرادِ (١) عن الحقِّ النَّافعِ زاعِمينَ أنَّه باطِلٌ ضارٌّ.

* * *

(٢٢) - ﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.

ثُمَّ ضَربَ مَثلًا للكَافرِ والمُؤمنِ فقال تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَمْشِي﴾ المشي جنس الحركة المخصوصة، فإذا اشتد فهو سعي، فإذا ازداد فهو عَدْو، والنقلة أعم من المشي لتحقُّقها بدونه فيمَن زحف ودبَّ، والحركة أعم من النقلة لوجودها بدونها فيما يدور في مكانه.

﴿مُكِبًّا﴾ أكَبَّ: صار ذا كَبٍّ، ودخل في الكَبِّ، وهو السقوط في الهوَّة، ونحوه: أَقْشَعَ السحابُ: دخل في القَشْع، وهما من باب أَنْفَض وألام (٢)، لا من باب المطاوعة كما توهِّم، فإن مطاوع كبَّ وقَشَعَ: انكبَّ وانقشع. ولم يجئ من باب أفعل مطاوع.


(١) في "ع": "الفرار".
(٢) أنفض القوم: إذا هلكت أموالهم، وأنفضوا أيضًا - مثل أرملوا -: إذا فني زادهم، وألام الرجل: إذا أتى بما يلام عليه. انظر: "فتوح الغيب" (١٥/ ٥٥٧).