للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النِّهايةِ، ودَلائلُ شاهَدةٌ بأنَّ الغَضبَ قد تَبالغَ، وعن النَّبيِّ : "هذهِ الآيةُ أشدُّ ما في القُرآنِ عَلى أهلِ النَّارِ" (١).

* * *

(٣١) - ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾.

﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾؛ أي: فَوزًا بالبُغيةِ، أو: مَوضعَ فوزٍ حيثُ زُحزِحوا (٢) عنِ النَّارِ وأُدخِلوا الجنّةَ، ولم تُعطفْ قِصتُهم على قصةِ الطَّاغين، كما عُطفَ في قولهِ تَعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾ [الانفطار: ١٣، ١٤] لأنَّ وِزانَ هاتَينِ القصَّتينِ لَيسَ وِزانَ تَينِكَ القصَّتينِ، فإنَّ الأولى فيما نحنُ فيه مَسوقةٌ لذِكرِ جَهنَّمَ، وأنَّها كانَتْ مِرصَادًا، وسِيقتِ الثَّانيةُ لأنَّ المتَّقينَ مِن حَالتهِم كَيتَ وكَيتَ، فبَينهُما تَباينٌ في الغَرضِ والأُسلُوبِ، وهما على حدٍّ لا مَجالَ فيه للعَاطفِ.

* * *

(٣٢) - ﴿حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا﴾.

و ﴿حَدَائِقَ﴾: جَمعُ حديقةٍ، وهي البُستانُ المَحوطُ عليهِ، يُقالُ: أَحدقَ به؛ أي: أحاطَ، بَدلٌ مِن ﴿مَفَازًا﴾ أو بَيانٌ.

﴿وَأَعْنَابًا﴾ المُرادُ بهِ الكُرومُ.


(١) انظر الكشاف (٤/ ٦٩٠)، والحديث رواه الثعلبي (١٠/ ١١٧)، والطبراني كما في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٣٣)، من حديث أبي برزة ، قال الهيثمي: فيه شعيب بن بيان وهو ضعيف. ورواه من طريق آخر ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" عند هذه الآية، وفيه جسر بن فرقد وهو ضعيف الحديث بالكلية كما قال ابن كثير. قلت: ويرويه جسر عن الحسن ولم يسمع الحسن من أبي برزة. انظر: "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص: ٤٢).
(٢) في (ب) و (ف) و (م): "أخرجوا".